للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجماعة لولا العذر وبه قال القفال والغزالي في الخلاصة وهو الصواب ففي سنن أبي داود والنسائي عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "من توضأ فأحسن الوضوء ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله أجر من صلاها وحضرها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا" وذكر الرافعي في باب صفة الصلاة: "أن من صلى قاعدًا حصلت له فضيلة القيام" وقال في شرح المهذب: لا خلاف فيه (١) انتهى.

ومن الأعذار الخاصة: الجوع والعطش ومدافعة الحدث وخوف الظالم كما تقدم والغريم المعسر وعقوبة يرجى العفو عنها بالتغيب واستشكله الإمام وأكل ذي ريح كريهة ولو كان فجلا كما رواه الطبراني (٢)، ومن الأعذار أيضًا التمريض للقريب والصهر والصديق وسفر الرفيق والخوف على الخبز من الحريق، ومنها: غلبة النعاس والنوم وكذا السمن المفرط المانع من الحضور قاله ابن حبان (٣)، ومنها: كونه في نوبة من يقسم لها لأن حقها واجب فهو كذلك، قاله في شرح الإلمام.

قوله: "لم تقبل منه الصلاة التي صلى" حمل الجمهور قول الصحابة وما جاء في الحديث من أنه لا صلاة له على نقصان الأجر والفضيلة، والمراد به


(١) النجم الوهاج (٢/ ٣٣٧ - ٣٣٨).
(٢) النجم الوهاج (٢/ ٣٤٠ - ٣٤٢).
(٣) المجموع (٤/ ٢٠٥ - ٢٠٦)، وكفاية النبيه (٣/ ٥٤٧ - ٥٤٨)، والنجم الوهاج (٢/ ٣٤٣ - ٣٤٤).