للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٤٠ - وَعَن أنس بن مَالك - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكْرمُوا بُيُوتكُمْ بِبَعْض صَلَاتكُمْ" رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه (١).

قوله: عن أنس هو ابن مالك تقدم.

قوله: "أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم" الحديث، اختلف السلف في أن النفل أثر الفرض أفضل أم في البيت على ثلاثة أقوال، أحدها وهو مذهب الشافعي وقال النخعي وغيره: أن فعله في البيت أفضل لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" لخشية اختلالها بالفرائض ولسلامتها من الرياء كما تقدم بيانه.

والثاني: أن فعلها في المسجد إثر الفرائض أجمع للخاطر حكاه القاضي عياض عن قوم.

والثالث: الفرق بين الليل والنهار، ففي النهار المسجد أفضل وفي الليل البيت أفضل حكاه القاضي عياض عن مالك والثوري كما تقدم تقريره، واحتج بقول ابن عمر فأما المغرب والعشاء ففي بيته، وهو دال على ذلك المكان في المسجد وما سواهما هو راتب النهار، وهذا لا حجة فيه لأن فيه الجمعة وهي نهارية وهو لا يقول بها، وفصل بعض المتأخرين بين أن يكسل عن فعلها في البيت ففي المسجد أولى وإلا ففي البيت قاله الزركشي (٢).


(١) أخرجه ابن خزيمة (١٢٠٧)، وابن المنذر في الأوسط (٢٧٤٦)، والحاكم في المستدرك (١/ ٣١٣). وضعفه الألباني في الضعيفة (٢٦٨٠) وضعيف الترغيب (٢٣٨).
(٢) إعلام الساجد (ص ٣٧٧ - ٣٤٨).