للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل" معنى "وأقيموا الصلاة" سووها وعدلوها أي عدلوا وسووا، يقال أقام العود إذا قومه، وتقدم الكلام على المحاذاة وسد الخلل.

قوله: "وتراصوا فيها" أي: تلاصقوا حتى لا يكون بينكم فرج، وأصله تراصصوا من رص البناء رصا إذا ألصق بعضه ببعض فأدعم، ومنه حديث ابن صياد فرصه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي: ضم بعضه بعضًا قاله في النهاية (١).

قوله: "وحاذوا بين المناكب" هو بالذال المعجمة وتقدم، والمناكب جمع منكب وهو مجتمع ما بين العضد والكتف وروي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أن ثيابهم كانت تنقطع من عند مناكبهم لشدة تراصهم في صلاتهم لأنهم عليه الصلاة والسلام كان لا يدخل في الصلاة حتى يسويهم ويعلمهم ترصيص الصفوف كيف هي (٢).

قوله: "وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم" تقدم معناه في الأحاديث المتقدمة.

قوله: "ولا تذروا فرجات الشيطان" الفرجات جمع فرجة وهي الخلل الذي يكون بين المصلين في الصفوف فأضافها إلى الشيطان تقطيعًا لشأنها وحملًا على الاحتراز منها، وفي رواية "فرج الشيطان" جمع فرجة كظلمة وظلم.


(١) النهاية (٢/ ٢٢٧).
(٢) المدخل (١/ ١٣٣).