للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧٠٨ - وَعَن جَابر بن سَمُرَة -رضي الله عنه- قَالَ خرج علينا رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ أَلا تصفون كَمَا تصف الْمَلَائِكَة عِنْد رَبهَا فَقُلْنَا يَا رَسُول الله وَكَيف تصف الْمَلَائِكَة عِنْد رَبهَا قَالَ يتمون الصُّفُوف الأول ويتراصون فِي الصَّفّ" رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه (١).

قوله: عن جابر هو جابر بن سمرة تقدم الكلام على مناقبه.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا تصفون كما تصف الملائكة محند ربها" الحديث، المراد بذلك إتمام الصفوف الأول في الصلاة، وأبعد بعضهم فقال: المراد به الصلاة في الجهاد كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (٤)} (٢) والظاهر أنه يشمل الأمرين، ويحتمل أن يكون المراد بالملائكة الملائكة الذين هم حول العرش، ويحتمل أن يكون المراد الكل وهو الظاهر لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فضلنا على الناس بثلاث، جعلت لنا الأرض مسجدًا وتربتها طهورًا وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وكذلك تأتون يوم القيامة بين يدي الرب جل وعلا صفوفًا" (٣) كما قال تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)} (٤) ويقفون صفوفًا بين يدي ربهم يوم القيامة


(١) أخرجه مسلم (١١٩ - ٤٣٠)، وابن ماجه (٩٩٢)، وأبو داود (٦٦١)، والنسائي في المجتبى ٢/ ٢٦٦ (٨٢٨) والكبرى (٩٧٨) و (١١٥٤٦).
(٢) سورة الصف، الآية: ٤.
(٣) أخرجه مسلم (٤ - ٥٢٢) عن حذيفة.
(٤) سورة الفجر، الآية: ٢٢.