للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أولي الأحلام والنهى ومنها سماع تأمينه وقنوته ليشاركه فيه وغير ذلك كالفتح عليه وتنبيهه لمصلحة الصلاة وينبغي أن يكون ذلك كله ليثاب عليه.

قوله: "فسمعته يقول رب قني عذابك يوم تبعث عبادك" رواه مسلم كذا في الترغيب، قوله تبعث ورأيت في غيره من الكتب "تبعث أو تجمع" بالشك وقالوا رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة في الصحيح عنده يوم تبعث عبادك من غير شك وتبعث عبادك أو تجمع شك من الراوي فقوله قني يقول إلى آخره أي بعد سلامه وإقباله عليهم أما دعاؤه بعد ذلك فهو صريح في استحباب الدعاء للمصلي عقب الصلاة والذكر والرد على من خالف ذلك وأما إفراد نفسه بالدعاء مع ما ورد من النهي عن أن يخص الإمام نفسه بالدعاء فمحمول على بيان الجواز أو التعليم لكل مصل أن يدعو بهذه الكلمات ولا يتركها وإن دعا الإمام بغيرها كما في حديث معاذ لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فينبغي المداومة على هذين الدعاءين للإمام والمأموم والمنفرد وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "رب قني عذابك" الحديث وهو مغفور له محقق الوقاية فإنه تعليم لأمته وقد قال في المفهم (١): وأما اجتهاده -عَلِيْهِ السَّلَام- في الدعاء ونحوه وإن كان قد أعطي قبل السؤال فوفاء بحق العبودية وقيام بوظيفة الشكر كما قال "أفلا أكون عبدا شكورا" وفي قوله "يوم تبعت عبادك" تذكير بذلك المقام فإنه باعث على التقوى والخوف من الله تعالى فيه وفيه التصريح بالمعاد والإيمان


(١) المفهم (١١/ ٩٥).