للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قبل الرجال (١) وأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يجلس في مصلاه تحى تطلع الشمس حسناء فإذا طلعت قام (٢) وفي الترمذي "من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة"، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تامة تامة تامة" (٣) وغيره من الأحاديث والله أعلم.

قوله: "يقبل على الناس بوجهه" قال القاضي عياض يحتمل أن يكون الإقبال هنا بمعنى الانصراف إلى منزله منها ويحتمل أن يكون التيامن عند التسليم وهو الأظهر لأن عادته -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف أن يستقبل جميعهم بوجهه أما بعد قيامه من الصلاة وأما حين ينفتل قال في إقباله -صلى الله عليه وسلم- يحتمل أن يكون بعد قيامه من مصلاه أو يكون حين ينفتل (٤).

ففي هذا الحديث استحباب القرب من الإمام واستحباب جهة يمينه عند السلام من الصلاة فأما القرب منه فلفوائد منها سماع قراءته ومنها الاستنان بأفعاله وأقواله ومنها تبليغ ذلك إلى من بعده ومنها حيازة الثواب لأن الله تعالى وملائكته يصلون على الصف الأول مرتين وعلى الثاني مرة كما جاء في السنن ومنها أن يكون سترة لمن خلفه كما أن الإمام سترة له ومنها أنه مرتبة


(١) أخرجه البخاري (٨٣٧) و (٨٤٩ و ٨٥٠) و (٨٧٠) عن أم سلمة.
(٢) أخرجه مسلم (٢٨٧ - ٦٧٠)، وأبو داود (١٢٩٤) و (٤٨٥٠) عن جابر بن سمرة.
(٣) أخرجه الترمذى (٥٨٦). قال الترمذى: هذا حديث حسن غريب. وحسنه الألباني في المشكاة (٩٧١)، وصحيح الترغيب (٤٦٤).
(٤) إكمال المعلم (٣/ ٤٢)، وشرح النووي على مسلم (٥/ ٣٢١).