للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فحول رأسه رأس حمار، وكان يجلس بعد ذلك خلف بيته حتى لا يبرز للناس، وكان يفتي من وراء الحجاب والله أعلم بصحة ذلك (١).

وحكى أيضا بعض العلماء أن بعض القراء السبع مسخ لإساءة أدبه في السنة، وفي الحديث دليل على وقوع المسخ وجواز وقوعه في بعض الأعضاء دون بعض أعاذنا الله منه وهو لا يكون إلا من شدة الغضب، قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (٢) (٣) قيل: وخص الحمار بالذكر لشدة بلادته، ولهذا ضرب الله به المثل فقال تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (٤) وذلك لما فيه من شدة البلادة وعدم الفطنة، والفعل لذلك كأنه في غاية البلادة حيث لم يعلم أن معني الإئتمام المتابعة ولا يتقدم التابع على المتبوع، فجعل ظاهره على ما هو مقتضى عمله (٥) فسبقه إياه دليل على أن عنده مزيد تغفل وقلة تعقل وعدم تدبر.

قلت: وأمثال هذه الحكم لا يعلمها إلا الله تعالى لكن يحتمل أن يقال الحمار مشهور بالبلادة والفاعل لذلك كأنه في غاية البلادة (٦) كما تقدم،


(١) مواهب الجليل (٢/ ١٢٨ - ١٢٩) نقلا عن الدميري في شرح ابن ماجه.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٦٠.
(٣) القول التمام (ص ١٤).
(٤) سورة الجمعة، الآية: ٥.
(٥) الكواكب الدراري (٥/ ٧٤).
(٦) المصدر السابق.