للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال صاحب النهاية (١): أي، اندفعت واتسعت، ومنه ساحة الدار، قال الخطابي: روي بالحاء المهملة وبالخاء المعجمة (٢)، ويروى بالخاء وبالصاد، ولو قيل: إن الصاد فيها مبدلة من السين لم يكن غلطًا، يقال: ساخ في الأرض ويسوخ ويسيخ إذا دخل فيها، انتهى.

ففي هذا الحديث جواز التقرب إلى الله تعالى بما علم العبد أنه أخلصه له من عمل صالح ومناجاته تعالى بذلك، فهو دال على أن من أخلص لله تعالى ولو عملا واحدا أجيب دعاؤه حتى في المهمات، ويكون من عباده المخلصين، ففعل الطاعات يكون موجبا لاستجابة الدعاء.

قال النووي: استدل أصحاب هذا الحديث على أنه يستحب للإنسان أن يدعو في حال كربه وفي حال الاستسقاء وغيره بصالح عمله، ويتوسل إلى الله تعالى به، لأن هؤلاء فعلوه فاستجيب لهم، وقد يقال: في هذا شيء لأن فيه نوعا من ترك الافتقار المطلق إلى الله تعالى، ومطلوب الدعاء الافتقار، ولكن ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا في معرض الثناء عليهم، وجميل فضائلهم، فهو دليل على تصويبه - صلى الله عليه وسلم - فعلهم، وبالله التوفيق، انتهى، قاله النووي في الرياض (٣).

وفي هذا الحديث فضل بر الوالدين وفضل خدمتهما وإيثارهما على من سواهما من الأولاد والزوجة وغيرهم، وفيه: فضل العفاف والانكفاف عن


(١) النهاية (٢/ ٤٣٣) و (٣/ ٦٤ - ٦٥).
(٢) الكواكب الدراري (١٤/ ٩٨).
(٣) قاله النووي في شرح مسلم (١٧/ ٥٦) وانظر الأذكار صـ ٣٩٨.