للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في الصحيح (١) وروى عنه حديثًا كثيرًا، فروى أنس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألفي حديث ومائتي حديث وستة وثمانين حديثا، اتفق البخاري ومسلم منها على مائة وثمانية وستين حديثا، وانفرد البخاري بثلاثة وثمانين حديثا ومسلم بأحد وسبعين حديثا، وكان - رضي الله عنه - أكثر الصحابة أولادا لدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتفق العلماء على مجاوزة عمره مائة سنة والذي عليه الجمهور أنه توفي سنة ثلاث وتسعين وقيل سنة تسعين وقيل غير ذلك وثبت في الصحيح أنه كان له قبل الهجرة عشر سنين فعمره فوق المائة كما ترى ودفن - رضي الله عنه - في البصرة خارجا على نحو فرسخ ونصف ودفن هناك في موضع يعرف بقصر أنس وكان له بستان يحمل في السنة مرتين وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك وكان - رضي الله عنه - أحد الرماة المصيبين، ومناقبه كثيرة مشهورة (٢). والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض"، فيجب على المؤمن أن يكون مخلصا في إيمانه مخلصًا في توباته، مخلصًا في تعلم ما يجب عليه من العلم مخلصًا في تعليم من يعلم، مخلصا في القول والفعل والحركة والسكون والأخذ والعطاء في الظاهر والسرائر، يريد بهذا كله وجه الله والدار الآخرة، سواء قل أو كثر.

واعلم أن الأعمال كلها أجساد والإخلاص هو الروح ولا ينفع جسد بلا


(١) أخرجه البخاري (٦٠٣٨) ومسلم (٥١ - ٢٣٠٩) عن أنس.
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٢٧ - ١٢٨).