للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الفضيل بن عياض رحمة الله عليه: العمل لأجل الناس شرك وترك العمل لأجل الناس رياء (١) فالصدق والإخلاص فرضان سيما على أهل الاختصاص (٢)، وقيل: الإخلاص إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة، وقيل: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين، وقيل: استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن والرياء أن يكون ظاهره خيرًا من باطنه والصدق في الإخلاص أن يكون باطنه أعمر من ظاهره (٣)، وقيل: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله (٤)، وقال بعض العارفين: علامة الإخلاص نور يجده العبد في قلبه يعرفه النقص في طاعته ويكشف له عن علة إخلاصه إذ لا يتخلص الإنسان من حبائل الشيطان إلا بالإخلاص ولذلك كان معروف الكرخي يضرب نفسه ويقول يا نفس أخلصي تتخلصي (٥).

ثم قال الغزالي بعد هذا: فالعابد لأجل تنعم النفس بالشهوات في الجنة معلول العمل بل الحقيقة إن لا يراد بالعمل إلا وجه الله تعالى وهو إشارة إلى إخلاص الصديقين، فأما من يعمل لرجاء الجنة وخوف النار فهو مخلص بالإضافة إلى الحظوظ العاجلة وإلا فهو في طلب حظ البطن والفرج وإنما المطلوب الحق لذوي الألباب وجه الله تعالى فقط، وقال الخواص: من


(١) مدارج السالكين (٢/ ٩٢).
(٢) الوصايا القدسية لأبي بكر الخافى (مخ لايبزك/ لوحة ١٧٧).
(٣) مدارج السالكين (٢/ ٩١).
(٤) الغنية (٢/ ١١٢ - ١١٣)، ومدارج السالكين (٢/ ٩٢).
(٥) الإحياء (٤/ ٣٧٨).