بالقصد في الطاعة وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر من تصنع لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس أو محبة مدح من الخلق أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى. وعن حذيفة المرعشي: قال الإخلاص أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن (١).
وقال الجنيد رحمة الله عليه: الإخلاص سر بين الله وبين العبد لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله؛ وقيل لسهل: أي شيء أشد على النفس فقال: الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب (٢).
وقال بعضهم: الإخلاص: أن لا تطلب على عملك شاهدا غير الله تعالى ولا مجازيا سواه، وقال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص. وكم اجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت على لون آخر.
وقال أبو سليمان الداراني: إذا أخلص العبد انقطع عنه كثرة الوساوس والرياء (٣)، وعن أبي عثمان المغربي قال: إخلاص العوام ما لا يكون للنفس فيه حظ وإخلاص الخواص ما يجري عليهم لا بهم فتبدو منهم الطاعات وهم عنها بمعزل ولا يقع لهم عليها رؤية ولا لهم عليها اعتداد (٤).