للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "فطفق يتردد يلتمس مخرجًا فلا يجد فأعجبه ذلك" طفق هو بفتح الطاء وكسر الفاء حكاه القاضي عياض وممن حكى الفتح أيضا الأخفش والجوهري وطفق معناه جعل (١) وهي من أخوات كاد إلا أنها متصلة بالفعل الذي هو خبرها وكاد مقاربة ومقارنة.

قوله: "والنخل قد ذللت وهي مطوقة يثمرها" أي قد تذللت ورجبت عثاكيلها فصارت النخل كالأطواق قاله عياض (٢).

قوله: "فأعجبه ذلك فجعل يتبعه بصره ساعة ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كم صلى فقال لقد أصابني في مالي هذا فتنة فجاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".

وفي الرواية الأخرى "ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كم صلى فجاء عثمان وهو يومئذ خليفة فذكر له ذلك له وقال هو صدقة فاجعله في سبيل الخير فباعه بخمسين ألفا فسمى ذلك المال الخمسين" قال الإمام الغزالي وكانوا يفعلون ذلك قطعًا لمادة الفكرة وكفارة لما جرى من نقصان الصلاة وهذا هو الدواء القاطع لمادة العلة ولا يغني غيره (٣).

وكان ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لا يعجبه شيء من ماله إلا خرج عنه لله تعالى وكان رقيقه يعرفون ذلك فربما لزم أحدهم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحالة الحسنة أعتقه فيقول له أصحابه إنهم يخدعونك فيقول من خدعنا بالله


(١) شرح النووي على مسلم (٥/ ١٣).
(٢) مشارق الأنوار (١/ ٣٢٣).
(٣) إحياء علوم الدين (١/ ١٦٥).