كتاب فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب

[كتاب الصلاة] - [الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجود، وإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع] - ج: 3 - ص: 713

مراقبة المحبوب (١).

وذكر الشيخ العارف بالله تعالى شهاب الدين الشهرورذي في عوارفه: روي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قدم للإمامة فقال: لا أصلح، فلما ألحوا عليه كبر فغضي عليه فقدموا إمامًا آخر فلما أفاق سئل فقال: لما قلت استووا هتف بي هاتف: هل استويت أنت مع الله (٢).

وقال أبو بكر الوراق: ربما أصلي فأنصرف منها وأنا أستحيي من الله استحياء رجل انصرف من الزنا (٣)؛ [قال فى تهذيب النفوس]: ومات جماعة من التابعين وغيرهم في الصلاة منهم زرارة بن أوفي العامري البصري قاضيها، وكان ثقة عابدا فجأة سنة ثلاث وسبعين مات وهو ساجد، وقيل: كان يصلي بهم صلاة الصبح فقرأ: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)} (٤) فلما بلغ: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨)} (٥) شهق شهقة فمات، وقيل: خر ميتًا (٦)، ومات في صلاته حميد الطويل ومجاهد، ومات في صلاته محمد بن عبد الله الزهري البغدادي العابد بينما يصلي فخر ميتًا، ومات في صلاته أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري صاحب

---

(١) التهجد (ص ٨٦).
(٢) عوارف المعارف (٢/ ٣٥٠).
(٣) الرسالة (٢/ ٣٧٠) ومدارج السالكين (٢/ ٩٥).
(٤) سورة المدثر، الآية: ١.
(٥) سورة المدثر، الآية: ٨.
(٦) الثقات (٤/ ٢٦٦) لابن حبان، والمستدرك (٢/ .... )، وتفسير الثعلبى (١٠/ ٧١)، وتفسير القرطبي ١٩/ ٧٠.