للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سورة الإخلاص قال الله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} (١) فأمر بتوحيد ذات الله الصمد وفيه إثبات صفاته لم يلد ولم يولد، وفيه نفي النقائص عن ذاته ولم يكن له كفوا أحد، وفيه نفي لشبهه بالذوات في ذاته وصفاته بنية الإخلاص قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٢)، وإنما سمي الإخلاص إخلاصا لأنه خلص من الآفات، تقول العرب: أخلص فلان لفلان المحبة أي لم يمازجها بشيء انتهى، قاله الهروي.

وأما الصدق فقد قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)} (٣) وقال تعالى عز اسمه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (٤)، فالصدق مقام القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان وسكان الجنان من أهل النيران وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه ولا واجه باطلًا إلا أرداه وصرعه، ومن صال به لم ترد صولته ومن نطق به علت على الخصوم كلمته فهو روح الأعمال ومحك الأحوال والحامل على اقتحام الأهوال والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال وقد أمر


(١) سورة الإخلاص، الآية: ١.
(٢) سورة الكهف، الآية: ١١٠.
(٣) سورة التوبة، الآية: ١١٩.
(٤) سورة الأحزاب، الآية: ٢٣.