للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله تعالى أهل الإيمان أن يكونوا مع الصادقين وخص المنعم عليهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين فقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} (١) (٢).

واعلم أن حقيقة الصدق إسقاط ما سوى الحق سبحانه، وقيل حقيقة الوفاء مع وجود الصفا والصدق على ثلاثة أوجه: صدق النية أولا، ثم صدق اللسان، ثم صدق العمل، فأما صدق النية أن لا يريد بجميع أقواله وأفعاله غير الله تعالى، وأما صدق اللسان فأن لا يطلقه إلا إذا قام له شاهد من الحق، وأما صدق العمل فالجد فيه والحرص عليه من غير أن يقطعه عنه قاطع انتهى، قاله الهروي (٣).

واعلم أن الخير كله في بيت ومفتاحه الصدق، ومن أخذ المفتاح بيده فتح ودخل ومن فاته الصدق بقي على الباب.

واعلم أن الصدق يجب عليك في الأقوال والأفعال، فعود لسانك يا أخي الصدق فإنك مسؤول عن أقوالك وأعمالك فعود لسانك الصدق في القليل والكثير والمزح والجد فإذا صار عادةً استرحت وقد مدح الحق سبحانه وتعالى الصادقين في غير موضع من كتابه العزيز، وقال رجلٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "أوصني" فقال: "لا تكذب" فلزم الصدق فخلص به من كل المعاصي وحث


(١) سورة النساء، الآية: ٦٩.
(٢) مدارج السالكين (٢/ ٢٥٧).
(٣) انظر مدارج السالكين (٢/ ٢٦٧ - ٢٦٩).