للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصالحون عليه ويكفي الصادق شرفًا أن الخلق العام والخاص، والصالح والطالح مجمعون على مدحه وهو ثوبٌ شريف فلا يفوتك فمن لبسه مدح للعالم في أي عالم كان، قاله في كتاب عمدة السالك (١).

ولنذكر نبذة تتعلق بالصدق من كلام القوم: ومن علامات الصدق طمأنينة القلب إليه ومن علامات الكذب حصول الريبة كما في الترمذي من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الصدق طمأنينة والكذب ريبة" (٢) وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا" (٣) فجعل الصدق مفتاح الصديقية ومبدأها وهي غايته فلا ينال درجتها كاذب البتة لا في قوله ولا في عمله ولا في حاله ولا سيما كاذب على الله تعالى في أسمائه وصفاته بنفي ما أثبته لنفسه أو إثبات ما نفاه عن نفسه فليس في هؤلاء صديق أبدًا وسيأتي بابٌ في الصدق فيه جملة من الأحاديث وحديث كعب بن مالك في تخلفه عن غزوة تبوك وفيه فوائد جمة، وقال الحارث المحاسبي: والصدق في وصف العبد هو استواء السر والعلانية والظاهر والباطن، وبالصدق يتحقق جميع المقامات والأحوال حتى إن الإخلاص يفتقر إلى الصدق وهو


(١) لم أهتد لهذا المرجع.
(٢) أخرجه الترمذي رقم (٢٥١٨)، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (٣٣٧٧).
(٣) أخرجه البخاري رقم (٦٠٩٤)، ومسلم رقم (٢٦٠٧).