للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا يفتقر إلى شئ، لأن حقيقة الإخلاص هو إرادة الله تعالى بالطاعة، فقد يريد الله تعالى بالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها، والصدق هو إرادة الله تعالى بالعبادة مع حضور القلب إليه تعالى فكل صادق مخلص وليس كل مخلص صادقًا وهذا معنى الاتصال والانفصال لأنه انفصل عن غير الله تعالى واتصل بالحضور بالله تعالى وهو معنى التخلي والتجلي، التخلي عما سواه والتجلي بالحضور بين يدي مولاه انتهى.

وقال عبد الواحد بن زيد: الصدقُ الوفاء لله تعالى بالعمل (١).

وقيل موافقة السر النطق [وقيل استواء السر والعلانية] وقيل الصدق القول بالحق في مواطن الهلكة وقيل كلمة. الحق عند من يخافه ويرجوه وقال الجنيد رحمة الله عليه حقيقة الصدق أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب، وفي أثر إلهي: من صدقني في سريرته صدقته في علانيته عند خلقي (٢).

وقال سهل بن عبد الله رحمة الله عليه: أول خيانة الصديقين حديثهم مع أنفسهم، وقال يوسف بن أسباط: لأن أبيت ليلة أعامل الله بالصدق أحب إلي من أن أضرب بسيفي في سبيل الله، وقال بعضهم: من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل الله منه الفرض المؤقت، قيل: وما الفرض الدائم؟ قال: الصدق، وقيل من طلب الله بالصدق أعطاه مزية يبصر فيها الحق والباطل، وقيل


(١) الرسالة القشيرية (٢/ ٣٦٤).
(٢) مدارج السالكين (٢/ ٢٦٢ و ٢٦٥).