للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وشر" أي: دفع الله شره إشارة إلى ما كان منه في حديث الإفك (١).

تنبيه: قال القرطبي وأجمعوا على أنه لا يجوز مقاتلته بالسلاح لأن ذلك مخالف لما علم من قاعدة الإقبال على الصلاة والاشتغال بها والكون فيها لما علم من تحريم دم المسلم وعظم حرمته ولا يلتفت عنه لخرق متاجر لم يفهم سرا من أسرار الشريعة ولا قاعدة من قواعده (٢) انتهى.

قال القاضي عياض: معناه إنما حمله على مروره وامتناعه من الرجوع الشيطان، وقيل: معناه يفعل فعل الشيطان لأن الشيطان بعيد من الخير وقول السنة، وقيل: المراد بالشيطان الفريق قيل المراد معه الشيطان وقيل هو من شياطين الإنس، وقيل: فيه إنه كالشيطان في أنه شغل قلبه عن مناجاة ربه، وقيل فيه: إنه يجوز أن يقال للرجل إذا فتن في الدين شيطان (٣)، وفيه: أن الحكم للمعاني لا للأسماء لأنه يستحيل أن يصير المار شيطانا للمرور بين يديه (٤)، وفيه: إذا دفع الأمور وإنما هو بالأسهل فالأسهل كالصائل فإذا انتهى إلى قتله كان هدرا، وقال في شرح المهذب ظاهر الحديث اقتضى وجوبه لكن لا أعلم أحدا من العلماء قال به (٥)، وفيه إن في المنازعة


(١) النهاية (٤/ ١٣).
(٢) المفهم (٥/ ٣٥).
(٣) شرح الصحيح (٢/ ١٣٧)، وإكمال المعلم (٢/ ٤٢٠)، وشرح النووي على مسلم (٤/ ٢٢٣ - ٢٢٤)، والمفاتيح (٢/ ١٠١).
(٤) شرح الصحيح (٢/ ١٣٧) لابن بطال، وعمدة القارى (٤/ ٢٩٢).
(٥) المجموع (٣/ ٢٤٩)، والنجم الوهاج (٢/ ٢٣٦).