للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا يضر المدح من عرف نفسه، وأثني على رجل من الصالحين فقال: اللهم إن هؤلاء لا يعرفونني وأنت تعرفني، وقال آخر لما أثني عليه: اللهم إن عبدك هذا تقرب إلي بمقتك وإني أشهدك على مقته، وقال علي لما أثني عليه: اللهم اغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرًا مما يظنون، وقال البيهقي في الشعب: قال بعض السلف: إذا مدح الرجل في وجهه فالتوبة منه أن يقول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيرًا مما يظنون، وكان سفيان - رضي الله عنه - يقول: إذا رأيت الرجل يحب أن يحبه الناس كلهم ويكره أن يذكره أحد بسوء فاعلم أنه منافق، فهذا دخل في وصف الله تعالى المنافقين بقوله تعالى: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ} (١) (٢) انتهى.

قوله في آخر حديث أبي فراس: رواه البيهقي، وهو مرسل، وأما البيهقي فهو الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى النيسابوري البيهقي الحافظ المصنف في علم الحديث والفقه والأصول والجامع بين المعقول والمنقول، سمع بنيسابور الحاكم وابن شاذان وابن محمش الزيادي وابن فورك وغيرهم، مولده في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، ووفاته في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، قال


(١) سورة النساء، الآية: ٩١.
(٢) قوت القلوب (١/ ٢٩٣).