للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجويني: ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منّه إلا البيهقي، فإن له على الشافعي منة لتصانيفه في نصرة مذهبه وأقاويله، نقله ابن عساكر (١)، كتب الحديث وضبطه من صباه إلى أن نشأ وتفقه وبرع فيه وشرع في الأصول ورحل إلى العراق والحجاز والجبال ثم اشتغل بالتصنيف وألف من الكتب بما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء مما لم يسبقه إليها أحد، جمع فيها بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث والصحيح والسقيم وذكر وجوه الجمع بين الأحاديث ثم بيان الفقه والأصول وشرح ما يتعلق بالعربية وأخذ عنه العلم كبار نيسابور وأكثروا الثناء عليه والدعاء له حين قرؤوا كتاب المعرفة له، وكان قانعًا من الدنيا بالقليل متجملًا في زهده وورعه وبقي إلى أن توفي وحمل إلى خسروجرد رحمه الله تعالى (٢) انتهى، قاله في شرح الإلمام.

وأما الحديث المرسل فهو ما أسنده التابعي أو تابع التابعي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير أن يذكر الصحابي الذي يروي الحديث وذهب جماهير المحدثين إلى أن المرسل لا يحتج به وقال الإمام مالك وأبو حنيفة والإمام أحمد وأكثر الفقهاء يحتج به، ومذهب الشافعي أنه إذا انضم إلى المرسل ما يعضده احتج به وبان بذلك صحته وذلك بأن يروى مسندًا ومرسلًا من جهة أخرى أو فعل به بعض الصحابة أو أكثر العلماء سواء في هذا مرسل سعيد بن المسيب


(١) تبيين كذب المفترى (ص ٢٦٦).
(٢) طبقات علماء الحديث (٣/ ٣٢٩ - ٣٣١)، وتاريخ الإسلام (١٠/ ٩٥ - ٩٦).