للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الْمغرب وَالْعشَاء يصلونَ وَكَانَ الْحسن يَقُول قيام اللَّيْل (١).

قوله: عن أنس، تقدم.

قوله: "في قوله تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (٢) نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة".

تنبيه: في تسمية العشاء عتمة، ففي الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم" زاد حرملة فإنما هي العشاء، وإنما نقول العتمة لإعتامها الإبل، ومعنى الحديث: أن الأعراب يسمونها عتمة لكونهم يعتمون بحلاب الإبل أي يؤخرونه إلى شدة الظلام، وإنما اسمها في كتاب الله العشاء، والصلاة نور فلذلك نهى عن تسميتها عتمة، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة تسميها عتمة لحديث: "لو يعلمون ما في الصبح والعتمة لأتوهما ولو حبوا" (٣) وتقدم الجواب عن ذلك مبسوطًا.

قوله: وكان الحسن يقول: قيام، يعني: التنفل، ما بين المغرب والعشاء؛ الحسن: هو الحسن البصري الإمام المشهور المجمع على جلالته في كل شيء، كنيته أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار التابعي البصري بفتح الباء


(١) أخرجه أبو داود (١٣٢١) و (١٣٢٢)، والترمذي (٣١٩٦). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٥٨٩) وصحيح أبي داود (١١٩٤) و (١١٩٥).
(٢) سورة السجدة، الآية: ١٦.
(٣) شرح النووي على مسلم (٥/ ١٤٣).