للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد" الحديث، قافية الرأس مؤخره، أ. هـ، كذا فسره الحافظ رحمه اللّه تعالى، وقافية كلّ شيء آخره، ومنه قافية الشعر، قال الخطابي (١): قلت لأعرابي: ورد علينا أين نزلت قال في قافية ذلك المكان وسمي لي موضعا عرفته، واختلف العُلماء في هذا العقد فقيل: هي عقد حقيقة بمعنى عقد السحر للإنسان ومنعه من [القيام قال] اللّه تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤)} (٢) فعلى هذا هو قول يقوله يؤثر في تثبيط النائم كما يؤثر السحر، وقيل: يحتمل أن يكون فعلا يفعله كفعل النفاثات في العقد، وقيل: هو من عقد القلب وتصميمه فكأنه يوسوس في نفسه ويحدّثه بأن عليك ليلا طويلا فيتأخر عن القيام، وقيل: هو مجازي كنى به عن تثبيط الإنسان عن قيام الليل (٣) واللّه أعلم.

قال القرطبي: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يعقد الشيطان" الحديث، هذا العقد [الذي] يعقده الشيطان من [باب عقد] السواحر النفاثات في العقد [وذلك] بإنهن [يأخذن] خيطا [فيعقدن] عليه [عقدة من] المسحور [ويتكلمن عليه بالسحر، فيتأثر عند] ذلك [إما بمرض أو تخييل] أو تحريك [قلب] أو تحزين أو غير ذلك، فشبه فعل الشيطان بالنائمة بفعل السواحر، وذلك أن


(١) معالم السنن (١/ ٢٨٠).
(٢) سورة الفلق، الآية: ٤.
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ٦٥).