للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الإحسان والتحدّث به (١)، وقيل: الشكر بالقلب وهو التسليم قال اللّه تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)} (٢) وبالعمل وهو الدوام على الطاعة قال اللّه تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١){اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} (٣) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين عوتب على الإجهاد في العمل: "أفلا أكون عبدا شكورًا"، وقيل: الشكر والحمد سواء، وقيل: الحمد أعم لأن متعلقه الصفات والأفعال جميعها، ومتعلق الشكر الفعل وحده (٤)، وتقدم الكلام على الشكر والحمد في الخطبة مبسوطا، وقال بعضهم أيضًا في قوله: "أفلا أكون عبدا شكورًا" أي: ليست عبادتي لأجل خوف الذنوب بل لشكر النعم الكثيرة، وقال الغزالي في الإحياء (٥) في قوله: "أفلا أكون عبدا شكورًا" يظهر من معناه أن ذلك كناية عن زيادة الرتبة فإن الشكر سبب المزيد قال اللّه تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} (٦).

٩١٥ - وَعَن عَائِشَة - رضي الله عنها - أَن رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يقوم من اللَّيْل حَتَّى تتفطر قدماه فَقلت لَهُ لم تصنع هَذَا وَقد غفر لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر قَالَ أَفلا أحب أَن أكون عبدا شكُورًا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم (٧).


(١) مطالع الأنوار (٦/ ٤٧).
(٢) سورة الضحى، الآية: ١١.
(٣) سورة سبأ، الآية: ١٣.
(٤) مطالع الأنوار (٦/ ٤٧ - ٤٨).
(٥) الإحياء (١/ ٣٥٣).
(٦) سورة إبراهيم، الآية: ٧.
(٧) أخرجه البخاري (٤٨٣٧)، ومسلم (٨١ - ٢٨٢٠).