للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقلت له، فقال: نعم رأيتُ أباها يقبلها (١).

قوله: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى تورمت قدماه، وفي حديث أبي هريرة: "حتى تورمت أقدامه" وفي رواية الترمذي: "حتى ترم قدماه أو ساقاه" أي: انتفخت من طول قيامه في صلاة الليل، يقال: ورم يرم والقياس يورم وهو أحد ما جاء على هذا البناء قاله في النهاية (٢).

قوله: فقيل له: قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تآخر، قال: "أفلا أكون عبدا شكورًا"، وفي رواية الترمذي: فيقال له: فيقول: "أفلا أكون عبدا شكورًا" أي: بتوفيقه إياي، وفيه: أن قيام المغفور له يحقق العبودية، وبالشكر يحصل المقام المحمود وغيره من الشيم المرضية فقيام الليل مظنة النيل، ولهذا حافظ عليها أكابر المقربين وتفطرت فيها قدما سيد المرسلين الأولين والآخرين، أ. هـ قاله في حدائق الأولياء (٣)، وقال القاضي عياض: فيقال له في ذلك فيقول: "أفلا أكون عبدا شكورًا" أي: يقال له في ذلك ما يلام به في إجهاده نفسه وتجشمه من التعب ما تجشمه (٤)، أ. هـ، وقال بعضهم "أفلا أكون عبدا شكورًا" أي: مثنيا على ربي عَزَّ وَجَلَّ بنعمه ومتلقيا لها بالازدياد من طاعته، والشكر: الثناء على صنع يؤتى للعبد (٥)، وقيل: الشكر معرفة


(١) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٠٩ - ١١٠).
(٢) النهاية (٥/ ١٧٧).
(٣) حدائق الأولياء (١/ ١٨٠).
(٤) مطالع الأنوار (٥/ ٤٠٦).
(٥) مطالع الأنوار (٦/ ٤٧).