زاهد ذكره ابن حبان في الثقات وكان من العباد المتجردين لترك الدنيا والمنافسين في طلب الآخرة وكان الثوري إذا حدث الناس وفرغ من الحديث قال: قوموا بنا إلى الطبيب يعني وهيب بن الورد، وقال عبد اللّه بن المبارك: كان وهيب بن الورد يتكلم والدموع من عينيه وكان يقول عجيبا للعالم كيف يحسنه دواعي قلبه إلى ارتياح المضحك وقد علم أن له في القيامة روعات ووقفات وفزعات قال ذلك ثم غشي عليه، قال وهيب بن الورد قال يحيى لعيسي عليهما السلام: يا روح اللّه ما أشد ما خلق اللّه قال غضب اللّه قال: فأخبرني في عشري: اتقي به غضب اللّه قال: لا تغضب، قال سفيان بن عيينة قال وهيب بن الورد: بينا أنا واقف في بطن الوادي إذا أنا برجل قد أخذ بمنكبي وقال: يا وهيب خف اللّه كقدرته عليم واستحيي منه لقربه منك، قال: فالتفت فلم أر أحدًا، وقال وهيب بن الورد: الزهد في الدنيا أن لا تأس على ما فاتك منها ولا تفرح بما آتاك منها، وقال عبد اللّه بن المبارك: إن استطعت أن يسبقك إلى اللّه أحد فافعل، وكانوا يرون له الرؤيا أنه من أهل الجنة فإذا أخبر بها اشتد بكاؤه، وقال: خشيت أن يكون هذا من الشيطان قال: فسمعوه عند الموت يقول: قد وفيت لي ولم أوف لك، وقال عبد اللّه بن المبارك: قال وهيب: قال عيسى عليه السلام: حب الفردوس خشية جهنم يورثان الصبر على المشقة ويباعدان العبد من راحة الدنيا وكان اسمه قبل ذلك عبد الوهاب قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول اللّه أخبرني بجلساء اللّه يوم القيامة قال: "هم