للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أو ذكر حزبا تشبيها بذلك (١)، وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إذا فاتته صلاة من الليل من وجع أو غيره صلى بالنهار ثنتي عشرة ركعة (٢)، قال النووي في الأذكار (٣): ينبغي لمن كانت له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار أو عقب صلاة أو حالة من الأحوال ففاته أن يتداركها ويأتي بها إذا تمكن منها ولا يهملها فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها، قال القرطبي (٤): هذا تفضل من اللّه تعالى ودليل على أن صلاة الليل أفضل من صلاة النهار، وهذه الفضيلة إنما تحصل لمن غلب عليه نوم أو عذر منعه من القيام مع أن نيته القام لما روى في حديث أبي الدرداء يبلغ به عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه" (٥) الصواب الذي عليه الأكثرون أن ثوابه يحصل كاملا مضاعفا بسبب عذره المتقدم هذا قول بعض شيوخنا وقال بعضهم: يحتمل أن يكون غير مضاعف إذ الذي يصليها أكمل


(١) شرح السنة (٤/ ١١٤)، ومشارق الأنو ار (١/ ١٩٠ - ١٩١)، ومطالع الأنوار (٢/ ٢٦٦).
(٢) أخرجه مسلم (١٤٠ و ١٤١ - ٧٤٦).
(٣) الأذكار (ص ١٣).
(٤) المفهم (٧/ ١٨ - ١٩).
(٥) أخرجه ابن ماجه (١٣٤٤)، والنسائي في المجتبى ٣/ ٥٠١ (١٨٠٣) والكبرى (١٤٦٣)، وابن خزيمة (١١٧٢)، والحاكم (١/ ٣١١). وصححه الألباني صحيح الترغيب (٢١) و (٦٠١)، الإرواء (٤٥٤)، الروض النضير (٧٣٥).