للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزبير، وكان قد خرج من مكة، قاله الواقدي وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل، وقيل غير ذلك، وصلى عليه محمد ابن الحنفية وقال: اليوم مات رباني هذه الأمة، قال النووي: وروينا عن ميمون بن مهران قال: شهدت جنازة ابن عباس، فلما وضع ليصلى عليه جاء طير أبيض فوقع على أكفانه فدخل فيها، فالتمس فلم يوجد، فلما سوى عليه التراب سمعنا من يسمع صوته ولا يرى شخصه يقرأ {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)} (١)، وكان العباس - رضي الله عنه - قد كف بصره وكذلك عبد المطلب، وكان ابن عباس - رضي الله عنه - يخضب لحيته بالصفرة، وكان لموضع الدمع من خدي ابن عباس أثر لكثرة بكائه، واستعمله علي - رضي الله عنه - على البصرة ثم فارقها قبل قتل علي - رضي الله عنه -، وعاد إلى الحجاز، وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: ما رأيت أحدًا أعلم من ابن عباس بما سمعه من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبقضاء أبي بكر وعمر وعثمان، ولا أفقه منه ولا أعلم بتفسير القرآن وبالعربية والشعر والحساب والفرائض، وكان يجلس يومًا للتأويل ويومًا للفقه ويومًا للمغازي ويومًا للشعر ويوما لأيام العرب، وما رأيت عالمًا قط جلس إليه إلا خضع له، ولا سائلًا يسأله إلا وجده عالمًا، ومناقبه كثيرة مشهورة (٢).


(١) سورة الفجر، الآيات: ٢٧ - ٣٠.
(٢) راجع تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٧٤)، والاستيعاب (٣/ ٩٣٣)، وأسد الغابة (٣/ ١٨٦)، وسير أعلام النبلاء (٣/ ٣٣١).