للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، واسم أبيه الحصيب عن عبد الله بن الحارث الأسلمي أسلم قبل بدر ولد يشهدها نزل البصرة ثم مرو، وقبره بها، روى عنه ابناه عبد الله وسليمان وتقدم الكلام على ترجمته.

قوله: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فدعا بلالا فقال: "يا بلال، بم سبقتني على الجنة؟ " هكذا في الأصول الصحيحة من المسند على الصواب "بم سبقتني؟ " بغير ألف بعد الميم ووقع في سماعنا من الترمذي بما بإثبات الألف وهو ضعيف والصواب الأول، وهي لغة القرآن في قوله تعالى: {لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} (١) و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} (٢) قاله في شرح الأحكام (٣).

فإن قيل: ما معنى رؤياه - صلى الله عليه وسلم - لبلال أمامه في الجنة كلما دخل مع كونه - صلى الله عليه وسلم - أول من يدخل الجنة فكيف معنى تقدم بلال عليه في هذه الرؤيا. فالجواب: أنا نتلقاه بالقبول والتصديق ولا يدل على أن أحدًا يسبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الجنة وإنما تقديم بلال بين يديه - صلى الله عليه وسلم - في الجنة فلأن بلال كان يدعوا إلى الله أولا بالأذان فتقدم دخوله بين يديه كالحاجب والخادم، وقد روي في حديث ان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبعث يوم القيامة وبلال بين يديه بالأذان تقدمه بين يديه كرامة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وإظهار لشرفه وفضله لا سبقا من بلال له بل هذا السبق من جنس سبقه إلى الوضوء


(١) سورة سورة التوبة، الآية: ٤٣.
(٢) سورة النبأ، الآية: ١.
(٣) طرح التثريب (٢/ ٦٠).