للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قط إلا توضأت عندها وصليت ركعتين، الحدث معروف وهو الذي يوجب الوضوء للصلاة وغيرها كمس المصحف وغيره أ. هـ.

وإطلاقه في هذا الحديث دليل على استحباب الركعتين في كل وقت بعد الوضوء وإن كان من الأوقات المكروهة (١) والله أعلم، وفي هذا الحديث حجة لمذهب أهل السنة أن الجنة مخلوقة موجودة الآن خلافا لمن أنكر ذلك من المعتزلة (٢)، وفيه منقبة عظيمة لبلال - رضي الله عنه -، وإنما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بلال بذلك ليطيب قلبه ويكون مداوما وما على ما هو عليه من الطاعة وليظهر رغبة من يسمع الحديث في الطاعة وليصير أداء الصلاة بعد الوضوء سنة ويسمى بشكر الوضوء، وتقدم الكلام على مناقب بلال وعلى معنى الحديث أيضا وفيه: ما أذنت قط إلا صليت ركعتين فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: [بهذا]، أخرجه ابن خزيمة ورواه الترمذي وحكم بصحته، أقول وأخرجه أحمد وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة وجابر يعنى [حديث "رأيتنى دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبى طلحة، وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله، فذكرت غيرتك"، فبكى عمر، وقال: بأبى وأمى يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعليك أغار، وقوله في رواية لابن خزيمة ما أذنبت].


(١) الميسر (١/ ٣٢٦).
(٢) إكمال المعلم (٦/ ٣٠٦)، وتهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٣٦٣)، وشرح النووي على مسلم (١٣/ ٣١).