للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت": هما شيئان متمايزان "فاستمع وأنصت" وقد يجمعان، فالاستماع: الإصغاء (١)، والإنصات: السكوت في الظاهر (٢)، وقد يستمع ولا ينصت؛ ولهذا قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} الآية؛ والمراد بالقرآن: الخطبة، سميت قرآنا لأنه يتلى فيها، قال أكثر المفسرين (٣): إنها نزلت في الخطبة؛ ولأن المقصود الإتعاظ وهو لا يحصل إلا لمن يسمع، ففيه الحث على الإنصات للخطبة؛ قال القاضي عياض (٤): وهو واجب عند مالك (٥) وأبي حنيفة (٦)


(١) ينظر: تهذيب اللغة (مادة - سمع) (٢/ ٧٤)، أساس البلاغة (مادة - سمع) (١/ ٤٧٤)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار (مادة - سمع) (٢/ ٢٢٠).
(٢) ينظر: الصحاح تاج اللغة (مادة - نصت) (١/ ٢٦٨)، مقاييس اللغة (مادة - نصت) (٥/ ٤٣٤)، المحكم والمحيط (مادة - نصت) (٨/ ٢٩٦).
(٣) ينظر: تفسير الطبري (١٠/ ٦٦٦)، تفسير ابن أبي حاتم (٥/ ١٦٤٦)، التفسير البسيط (٢١/ ٤٦٥)، أسباب النزول (ص: ٢٣٠). وقال ابن عطية في المحرر الوجيز (٦/ ١٩٦) وأما قول من قال: إنها نزلت في الخطبة، فضعيف.
(٤) هو: القاضي أبو الفضل، عياض بن موسى بن عياض بن عمرو، الأندلسي، ثم السبتي، الفقيه المالكي، الإمام، العلامة، الحافظ، كان من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم، وله مصنفات غزيرة العلم نافعة، منها: كتاب مشارق الأنوار على صحاح الآثار، والإكمال في شرح صحيح مسلم، وغير ذلك، وتوفي سنة (٥٤٤ هـ). ينظر: سير أعلام النبلاء (٢٠/ ٢١٢)، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (٢/ ٤٦)، طبقات الحفاظ (ص: ٤٧٠).
(٥) ينظر: المعونة على مذهب عالم المدينة (ص: ٣٠٨)، الاستذكار (٢/ ٢١)، المنتقى شرح الموطأ (١/ ١٨٨).
(٦) ينظر: بدائع الصنائع (١/ ٢٦٤)، تبيين الحقائق (١/ ١٣٢)، البناية شرح الهداية (٢/ ٣٢٢).