للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله في الرواية الثانية: نقرني نقرتين إشارة إلى قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦)} (١) (٢).

وقوله: ثلاثًا استنادًا إلى تأويل نبي الله يوسف عليه السلام حين قص عليه ساقي الملك رؤياه فقال: إني رأيت كأني دخلت كرما فجثيت ثلاثة عناقيد فعصرتهن في الكأس ثم أتيت به الملك فشربه فقال له: ما أحسن ما رأيت أما الأغصان الثلاثة فثلاثة أيام يبعث إليك الملك عند انقضائها فيردك إلى عملك فتعود كأحسن ما كنت فيه، وكان كذلك فعبر له بإخراجه من السجن إلى حال سبيله بعد ثلاث، وقال له الخباز: رأيت كأني خرجت من مطبخ الملك احمل فوق رأسي ثلاث سلال من خبز فوقع على أعلاهن طيرًا فأكل منها فقال له: بئس ما رأيت فعبر له السلال الثلاث ثلاثة أيام، ثم يبعث إليك الملك عند انقضائها فيقتلك ويصلبك وتأكل الطير من رأسك، فقالا: ما رأينا شيئًا، فقال: قضى الأمر الذي فيه تستفتيان فعبر له الثلاث سلال بخروجه من السجن إلى القتل فعد ثلاثة أيام فناسب تعبير خروج الرائي من سجن الدنيا إلى بعد ثلاثة أيام إلى الآخرة، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا سجن المؤمن" (٣) فإذا مات خرج من السجن، والحكمة في نقر الديك دون التخميش بالرجل إكرامًا لعمر - رضي الله عنه - فإن الفم أشر الأعضاء في الحيوان ولهذا


(١) سورة البقرة، الآية: ١٥٦.
(٢) عنوان الزمان (٢/ ١٦٤).
(٣) أخرجه مسلم رقم (٢٩٥٦).