للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قدم بالتطهير على غيره ولم يوقظه برجله تشريفًا له فإن الرجل تلامس القاذورات والنجاسات غالبًا فناسب إيقاظه بالعضو الشريف [من العضو الشريف] (١) دون غيره وكونه نقرًا إشارة إلى الطعن دون غيره لأن النقر له نكاية في العضو كالطعن ولأن سلاح الطير منقاره (٢).

فإن قيل: قد فسر الرؤيا لنفسه بقوله: يقتلني رجل من الأعاجم، ثم قصها على أسماء بنت عميس ففسرتها له بمثل ما فسرها لنفسه ولم تزد على ذلك وقد قيل إن الرؤية على جناح طائر أو رجل طائر فيقع بأول تعبير، فالجمع بينهما أنه لم يقنع بتفسيره لنفسه لأن التأويل محتمل وليس مقطوعًا به لقول نبي الله يوسف عليه السلام لساقي الملك وصاحب طعامه: {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} (٣) فلم يقنع - رضي الله عنه - بتأويل نفسه فوكل الأمر إلى غيره ليستثبت ذلك ويسمعه من غيره ويقوي عنده ما فسره لنفسه.

فإن قيل: ورد في الصحيح عن أبي قتادة من قوله - صلى الله عليه وسلم - في الرؤيا: "إذا رأى أحدكم ما يسوءه فليتفل عن يساره ثلاثًا وليتعوذ بالله من شرها" (٤) وفي رواية: "من الشيطان فإنها لا تضره"، وفي رواية: "فلا يحدث بها أحدًا" ولم ينقل عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في الرؤيا أنه تفل ولا تعوذ ولا سأل ولا


(١) كذا في النسختين ولا توجد تلك العبارة في عنوان الزمان (٢/ ١٦٤).
(٢) عنوان الزمان (٢/ ١٦٤).
(٣) سورة يوسف، الآية: ٤١.
(٤) أخرجه البخاري رقم (٦٩٩٥، ٣٢٩٢، ٧٠٤٤)، ومسلم رقم (٢٢٦١).