للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجبلها على أشياء، وألهمها إياها لا توجد في الإنسان إلا بعد التعلم وتدقيق النظر، وقد ظهرت من البهائم الصنائع العجيبة والأفاعيل الغريبة، ولم يسلبها رب العالمين سوى العبارة عن ذلك والتلفظ به، ولو شاء أنطقها كما أنطق النملة في عهد سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام (١).

سؤال: ما الحكمة في إصاخة الدواب في يوم الجمعة دون الإنس والجن؟

الجواب: وإنما لم تصخ الإنس والجن، قال بعضهم: لأجل عمارة الدنيا، وقال ذو النسبين: وإنما لم يسمع الإنس لحكمة وهو أنهم لو سمعوا صار الإيمان بالغيب مشاهدة، وذهب معنى التكليف، فتبليغ الصادق - صلى الله عليه وسلم - ينوب عن سماعنا، وهذه معانٍ لم أسبق إليها ولا هجمت من قبله الخواطر عليه (٢)، واللّه أعلم، أ. هـ.

١٠٤٢ - وَعَن أبي مُوسَى الأشْعَرِيّ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - تحْشر الأَيَّام على هيئتها وتحشر الْجُمُعَة زهراء منيرة أَهلهَا يحفونَ بهَا كالعروس تهدى إِلَى خدرها تضيء لَهُم يَمْشُونَ فِي ضوئها ألوانهم كالثلج بَيَاضًا وريحهم كالمسك يَخُوضُونَ فِي جبال الكافور ينظر إِلَيْهِم الثَّقَلَان لا يطرقون تَعَجبا حَتَّى يدْخلُونَ الْجنَّة لا يخالطهم أحد إِلَّا المؤذنون المحتسبون، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَقَالَ إِن صَحَّ هَذَا الْخَبَر فَإِن فِي النَّفس من هَذَا الإِسْنَاد شَيْئا (٣).


(١) العلم المشهور (لوحة ١٦٥) والآيات البينات (ص ٢٩٥ - ٢٩٦) وكلاهما لابن دحية. وحياة الحيوان الكبرى للدميري (١/ ٢٣١).
(٢) المصدرين السابقين.
(٣) الطبراني في الكبير (٢/ ١٦٤)، وفي مسند الشاميين (١٥٥٧)، وابن خزيمية (١٧٣٠)، =