للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٠٤٤ - وَعَن أبي هُرَيْرَة وَحُذَيْفَة - رضي الله عنهما - قَالا قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - أضلّ اللّه تبَارك وَتَعَالَى عَن الْجُمُعَة من كَانَ قبلنَا كَانَ للْيَهُود يَوْم السبت والأحد لِلنَّصَارَى فهم لنا تبع إِلَى يَوْم الْقِيَامَة نَحن الآخرُونَ من أهل الدُّنْيَا والأولون يَوْم الْقِيَامَة المقضى لَهُم قبل الْخَلَائق رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالْبَزَّار ورجالهما رجال الصَّحِيح إِلَا أَن الْبَزَّار قَالَ نَحن الآخرُونَ فِي الدُّنْيَا الأولونَ يَوْم الْقِيَامَة المغفور لَهُم قبل الْخَلَائق (١)، وَهُوَ فِي مُسلم بِنَحْوِ اللَّفْظ الأول من حَدِيث حُذَيْفَة وَحده (٢).

قوله: وعن أبي هريرة وحذيفة، تقدم الكلام عليهما - رضي الله عنهما -.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أضل اللّه تبارك وتعالى عن الجمعة من كان قبلنا". الضلال: ضد الهدى، ففيه دَلَالَة لِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ الْهُدَى وَالْإِضْلَالَ وَالْخَيْرَ وَالشَّرَّ كُلَّهُ بِإِرَادَةِ اللّهِ تَعَالَى وَهُوَ فِعْلُهُ خِلَافًا للمعتزلة.

قوله: "كَانَ للْيَهُود يَوْم السبت والأحد لِلنَّصَارَى فهم لنا تبع إِلَى يَوْم الْقِيَامَة"، الحديث؛ قال الكرماني (٣): قيل معنى الاِخْتِلَاف فِيهِ أَنه فرض يَوْم للْجمع لِلْعِبَادَةِ، ووكل إِلَى اختيارهم فمالت الْيَهُود إِلَى السبت وَالنَّصَارَى إِلَى الْأَحَد، وهدانا اللّه إِلَى يَوْم الْجُمُعَة الَّذِي هُوَ أفضل الْأَيَّام، أ. هـ.


(١) أخرجه ابن ماجه (١٠٨٤)، والبزار (٦١٧)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٧٠١).
(٢) انظر: مسلم (٨٥٦).
(٣) الكواكب الدراري (١٤/ ١١٠).