للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: - صلى الله عليه وسلم - "ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة" أي تصدق بها، والدجاجة مثلثة الدال حكاه ابن معين الدمشقي، وابن مالك وغيرهما، الواحدة دجاجة، الذكر والأنثى فيه سواء سميت الدجاجة دجاجة لإقبالها وإدبارها يقال: دَجَّ القَوْمُ يَدِجُّونَ دَجًّا ودَجِيجًا ودَجَجانًا: مَشَوْا مَشْيًا رُوَيْدًا فِي تَقارُبِ خَطْوٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُقْبِلُوا وَيُدْبِرُوا (١) والله أعلم.

أعجوبة ومن عجب أمرها أنه يمر بها سائر السباع فلا تخشاها فإذا مر بها ابن أوى وهي على سطح رمت نفسها إليه وتوصف بقلة النوم وسرعة الانتباه، ويقال أن نومها واستيقاظها، وإنما هو بمقدار خروج النفس ورجوعه، ويقال: إنها تفعل ذلك من شدة الجبن وأكثر ما عندها من الحيلة أنها لا تنام على الأرض بل ترتفع على رف أو جزع أو جدار أوما قارب ذلك. وإذا غربت الشمس فزعت إلى تلك العادة وبادرت إليها والله أعلم قاله في حياة الحيوان (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة" والدجاجة والبيضة ليستا من الهدي وإنما هو من الإبل والبقر وفي الغنم خلاف (٣) فهو محمول على حكم ما تقدم من الكلام لأنه لما قال أهدى بدنة وأهدى بقرة وشاة أتبعه الدجاجة والبيضة كما تقول: أكلت طعامًا وشرابًا والأكل يختص


(١) حياة الحيوان (١/ ٤٥٨) والمحكم لابن سيده (٧/ ١٨٩).
(٢) حياة الحيوان (١/ ٤٥٨).
(٣) شرح البخاري لابن بطال (٢/ ٤٨٢)، والنهاية (٥/ ٢٥٤).