للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَلْغَى ولو كان الأول لقال وألغُوا بضم الغين، قال: ابن السكيت (١) مصدر الأول اللَّغْوُ وَمَصْدَرُ الثَّانِي اللَّغْيُ ومعنى فقد لغوت، قيل معناه أثمت، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣)} (٢) وقيل: اللغو واللغي هو رديء الكلام وما لا خير فيه، وقد يطلق على الخيبة، قال النووي رحمه الله (٣): ففي الحديث النهي عن جميع أنواع الكلام حال الخطبة ونبّه بهذا - صلى الله عليه وسلم - - صلى الله عليه وسلم - على ما سواه من الكلام لأنه إذا رأى شخصا يتكلم فيما لا يعنيه وقال له أنصت وهو في الأصل أمر بمعروف، وسماه لغوا فغيره من الكلام أولى ا. هـ.

ثم قيل: هذا لأن الخطبة أقيمت مقام الركعتين فكما لا يجوز التكلم في المنوب لا يجوز في النائب (٤)، وقال ابن وهب (٥): من لغى كانت صلاته ظهرا وحرم فضل الجمعة انتهى.

سؤال: لم حط من صلاة الجمعة ركعتان؟ قيل: لأن الناس يسعون إليها من بعيد فأراد الله أن يخفف عنهم التعب الذي أصابهم لأن الجمعة عيد المساكين، وصلاة العيد ركعتان ولأنه قيل: الخطبتين بدل عن الركعتين (٦) والله أعلم.


(١) لسان العرب (١٥/ ٢٥١) تاج العروس (١/ ٥٠).
(٢) سورة المؤمنون، الآية: ٣.
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ١٣٨).
(٤) شرح المشكاة (٤/ ١٢٨٥)، والكواكب الدراري (٦/ ٤٢ - ٤٣).
(٥) تفسير الموطأ (١/ ١٦٧)، وشرح الصحيح (٢/ ٥١٩)، والاستذكار (٢/ ٢٢).
(٦) كشف الأسرار (لوحة ٤١).