للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله عليه السلام: "من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها وليس من صالح ثيابه ثم لم يتخطى رقاب الناس" الحديث تقدم الكلام عليه والتخطي مأخوذ من الخطا والخُطا جَمْعُ الْخُطْوَةِ فِي الكَثْرة، وَفِي القلَّة خُطْوَات بِسُكُونِ الطَّاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِهَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ "وَكثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ" وخُطُوَات الشَّيْطَانِ قاله في النهاية والْخُطْوَةُ بِالضَّمِّ: بُعْد مَا بَيْنَ القَدَمين فِي المشْي، وَبِالْفَتْحِ المَرَّةُ (١).

قوله عليه السلام: "ومن لغى وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا" الحديث.

اختلف العلماء (٢) هل الجمعة ظهر مقصور أو صلاة مستقلة؟ وهما قولان للشافعي الصحيح الجديد أنها صلاة مستقلة، وهذا الحديمت يدل له. ويبني للأصحاب على هذا الخلاف مسائل كثيرة:

منها: من لا عذر له إذا صلى الجمعة لم تصح ظهره على الجديد وهو الأظهر ويصح على القديم (٣)، قال الأصحاب: القولان مبنيان على الفرض الأصلي يوم الجمعة، ماذا؟ فالجديد إنه الجمعة، والقديم إنه الظهر، وأن الجمعة بدل (٤) والله أعلم، قال صاحب التقريب (٥): فعلى الأول يكفيه نية


(١) النهاية (٢/ ٥١).
(٢) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (١/ ٢٥٦) العناية شرح الهداية (٢/ ٤٩).
(٣) العزيز (٢/ ٣٠٧)، والمجموع (٤/ ٦١٢)، والروضة (٢/ ٤٠).
(٤) انظر التعليق السابق.
(٥) صاحب التقريب المذكور هو ابن القفال الشاشي، واسمه القاسم بن محمد بن علي أبو الحسن، جليل القدر صاحب طريقة في المذهب، وكتابه التقريب في شرح مختصر المزني =