المسلم الحر ومن الرقيق بإذن سيده، والله أعلم؛ فاحتُمل - رضي الله عنه - إلى بيته فانطلقنا معه، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ، فقائل يقول: إلا بأس)، وقائل يقول:(أخاف عليه) فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جوفه.
قوله: فأتي بنبيذ فشربه، أي: ماء زبيب أو تمر منقوع، وهو النقاع، والله أعلم، ثم أتي بلبن فشربه فخرج من جوفه فعلموا أنه ميت إلى أن قالوا:[أوصى] يا أمير المؤمنين استخلف، فقال: ما أجد أحدا لهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض فسمى عليًا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن بن عوف، وقال: يَشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء كهيئة التعزية له، فإن أصابت الإمرة سعدًا فهو ذاك وغلا فليستعن له إليكم ما أمر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة، إلى آخر الحديث؛ وفي البخاري أيضا من قوله - رضي الله عنه -: (فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة، فاسمعوا له وأطيعوا) وفي رواية في غير الصحيح: (أن ولده عبد الله دخل عليه حين آيس منه، فقال: يا أمير المؤمنين، استخلف على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لو جاءك راعي إبلك أو غنمك وترك إبله وغنمه لا راعي لها لَلُمْتَه، وقلت: تركت أمانتك ضائعة، فكيف بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن أستخلف فقد استخلف أبو بكر، وإن أترك فقد ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال - رضي الله عنه -: إذا أنا قبضت فتربصوا ثلاث ليال وليصل بكم صهيب وانتظروا أخاكم طلحة، وكان بالشام، فإن قدم فتشاوروا أيها النفر فإنما أنتم ستة ثم يتبع الأقلون الأكثرون، فمن خالفكم فاضربوا عنقه، فلم يقدم طلحة فتشاور الخمسة فأسلموا أمرهم إلى عبد الرحمن بن عوف فبايع عثمان بن عفان أمير