للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فعل ذلك البخاري وغيره فابتدؤوا به قبل كل شيء، وقد ذكره البخاري في سبعة مواضع من كتابه (١) في أول كتابه في بدء الوحي ثم في الإيمان ثم في العتق ثم في الهجرة ثم في ترك الحبل في النذور (٢)، وأخرجه مسلم في الجهاد وهو متواتر من آخره وآحاد من أوله.

فقوله: "إنما الأعمال بالنية" الحديث، قال جماهير العلماء من أهل اللغة والعربية والأصول والفقه: "إنما" لفظة موضوعة للحصر تفيد تثبت تحصيل المذكور وتنفي ما سواه وهذا التركيب مفيد للحصر اتفاقا من المحققين إذ لا عمل إلا بالنية فتقدير هذا الحديث أن الأعمال تحسب إذا كانت بنية ولا تحسب إذا كانت بلا نية (٣)، والمراد بالأعمال أعمال الطاعات وهي حركات البدن دون الأعمال المباحات (٤)، ويحتمل أنها صحة الأعمال، ويحتمل أنها كمال الأعمال (٥) ويحتمل أنها حصول الأعمال ويحتمل أنها قبول الأعمال (٦) والأول أولى التقادير كلها لأنه الأقرب إلى الحقيقة (٧)، وأبو


(١) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٤).
(٢) بستان العارفين (ص ١٣)، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام (١/ ١٣٨).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٤).
(٤) شرح الأربعين للنووي (ص ٩)، والتعيين (ص ٢٨).
(٥) إحكام الأحكام (١/ ٦١)، وطرح التثريب (٢/ ٧).
(٦) شرح الأربعين (ص ١٠)، وجامع العلوم والحكم (١/ ٦٠ - ٦١).
(٧) إحكام الأحكام (١/ ٦١).