للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الشيخ سراج الدين بن الملقن رحمه الله (١): قول إمامنا الشافعي يدخل هذا الحديث في سبعين بابًا من الفقه مراده الأبواب الكلية من الطهارة بأنواعها والصلاة بأقسامها والزكاة والصيام والاعتكاف والحج والعمرة والأيمان والنذور والأضحية والكفارة والجهاد والطلاق والخلع والظهار والعتق والكناية والتدبير ونحوها والبيع والإجارة وسائر المعاملات والرجعة والوقف والهبة وكناية الطلاق ونحوها عند من يقول كنايتها مع النية كالصريح وهو الصحيح وكذا إن كان عليه ألفان بأحدهما رهن دون الآخر فأوفاه ألفا صرفه إلى ما سواه منهما وشبه ذلك والله أعلم، وقال آخرون: هو ربع الإسلام وقال عبد الرحمن بن مهدي وغيره من العلماء ينبعي لمن صنف كتابا أن يبدأ فيه بهذا الحديث تنبيها للطالب على النية.

وقال الكرماني (٢): وكان السلف رضي الله عنهم يستحبون افتتاح كلامهم بحديث النية بيانا لإخلاصهم فيه، ونقل الخطابي هذا عن الأئمة (٣)، وبه صدر البخاري كتابه الصحيح وأقامه مقام الخطبة له إشارة منه إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا والآخرة (٤) وقد


(١) الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (١/ ١٦٠).
(٢) بستان العارفين (ص ١٤)، والكواكب الدراري (١/ ١٥).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٤).
(٤) جامع العلوم والحكم (١/ ٥٦)