للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" (١)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" (٢).

الحال الثاني: أن يفعل ذلك لطلب الدنيا والآخرة جميعا، فذهب بعض العلماء إلى أن عمله مردود وإلى هذا ذهب الحارث المحاسبي في كتاب الرعاية فقال: الإخلاص أن تريد بطاعته ولا تريد سواه (٣)، الحال الثالث: أن يفعل ذلك لمحض الدنيا حتى ينال بذلك ولاية أو منزلة ونحو ذلك فهذا محض النفاق ولأن المنافق يبطن خلاف ما يظهر (٤).

فائدة أخرى: وقال ابن الحاج في أول كتابه المدخل (٥): وبعد فإني كنت كثيرًا ما أسمع سيدي القدوة أبا محمد بن أبي جمرة رحمه الله تعالى يقول: وددت أنه لو كان في الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم ويقعد للتدريس في علم النية ليس إلا أو كلاما هذا معناه، فإنه ما أتى على كثير من الناس إلا من تضييع النيات.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإنما لكل امرئ ما نوى"، من خير أو شر، فهو من باب حذف


(١) أخرجه البخاري (١١٣٠) و (٤٨٣٦) و (٦٤٧١) ومسلم (٧٩ و ٨٠ - ٢٨١٩) عن المغيرة.
(٢) شرح النووي على الأربعين (ص ٧) والحديث أخرجه مسلم (٢٢٢ - ٤٨٦) عن عائشة.
(٣) شرح النووي على الأربعين (ص ٧ - ٨).
(٤) شرح النووي على الأربعين (ص ٨).
(٥) المدخل (١/ ٦).