للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأسنان والخضم بالفم كلّه، وقيل بجميع الأسنان وقيل القضم أكل اليابس والخضم أكل الرطب واللبن واللّه أعلم.

وتزعم العرب أن الرجل إذا طال جوعه تعرضت له في بطنه حية يسمونها الشجاع (١) والفحل بالحاء المهملة أي الذكر من الإبل وغيرها ولقد رأيتُ من يصحفه بالفجل بالجيم أي البقل المشهور، قاله الكرماني (٢) وخص الفحل من الإبل لغلبة ذلك منه.

فائدة: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، أَنَّ أَجِيرًا لِيَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ عَضَّ رَجُلٌ ذِرَاعَهُ، فَجَذَبَهَا فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ، فَرُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ، فَأَبْطَلَهَا، وَقَالَ: "أَرَدْتَ أَنْ تَقْضَمَهَا كمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ؟ " أخرجاه (٣) وأعله الدَّارقُطْنِي (٤) وجاء في مسلم (٥) قاتل يعلى بن منية بن أمية رجلًا فعض أحدهما صاحبه قال: الحُفَّاظ: الصحيح المعروف أن المعضوض أجير يعلى لا يعلى ويحتمل أنهما قضميتان جرتا ليعلى ولأجيره في وقت أو وقتين، وفي هذا الحديث دلالة لمن قال أنه إذا عض رجل يد غيره فنزع المعضوض يده فسقطت أسنان العاض أو فك لحييه لا ضمان عليه وهو مذهب الشافعي والأكثرين، وقال مالك: يضمن والحديث


(١) الصحاح (٣/ ١٢٣٦).
(٢) الكواكب الدارارى (٢/ ١٣ - ٣).
(٣) أخرجه البخاري (٦٨٩٢)، ومسلم (١٨ - ١٦٧٣) و (٢٠ - ١٦٧٤).
(٤) الإلزامات والتتبع (ص ٣١٧ - ٣١٨).
(٥) صحيح مسلم (١٦٧٣).