للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[قوله:] فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة هو بالخاء المعجمة والشين المعجمة ونقله القاضي عياض (١) هكذا عن الجمهور وهو من الخشونة وفي بعضها حسن بالحاء والسين المهملتين حتى قام عليهم فسلم أي وقف (عليهم) ثم قال: بشر الكانزين أي الجماعين ويروي الكانزين بالنون من الكنز وفي بعضها الكنازين قال في النهاية: هُم جَمْع: كَنَّاز، وَهُوَ المُبالِغ فِي كَنْز الذَّهب والفِضة، وادِّخارِهِما وتَرْك إنفاقِهِما فِي أَبْوَابِ البِرِّ.

وَمِنْهُ قَوْلُهُ "لا حَولَ وَلا قُوّةَ إِلَّا بِاللّهِ كَنْز مِنْ كنُوز الْجَنَّةِ (٢) " أَيْ أجْرُها مُدَّخَر لِقَائِلِهَا والمُتَّصِف بِهَا، كَمَا يُدَّخَر الكَنْز" (٣). والمراد بها يدخر لقائله


(١) ينظر: روضة الطالبين وعمدة المفتين (٢/ ٢٨٦).
(٢) صحيح البخاري (٦٣٨٤).
(٣) النهاية (٤/ ٢٠٣). قال الإمام النووي رحمه الله: قال العُلماء: سبب ذلك أنّها كلمة اسْتسلام وتفويض إلى اللّه تعالي، واعْتراف بالإذعان له، وأنّه لا صانع غيره، ولا رادّ لأمره، وأنّ العبد لا يملك شيئًا من الأمر، ومعنى الكنز هنا: أنّه ثواب مدّخر في الجنّة، وهو ثواب نفيس، كما أنّ الكنز أنفس أموالكم. وقال الإمام ابن القيّم رحمه اللّه: لمّا كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفى على أكثر النّاس، وكان هذا شأن هذه الكلمة، كانت كنزًا من كنوز الجنة، فأوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - من كنز تحت العرش، وكان قائلها أسلم واستسلم لمن أزمّة الأمور بيديه، وفوّض أمره إليه. (لا حول ولا قوة إلا باللّه) معناها كما جاء في حديث صححه بعضهم (لا حول عن معصية اللّه إلا بعصمة اللّه ولا قوة على طاعة اللّه إلا بعون اللّه) وقال الإمام ابن رجب رحمه اللّه (فإنَّ المعنى: لا تحوّل للعبد من حال إلى حال، ولا قوة له على ذلك إلَّا باللّه، وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنّة.