للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والقسيسين والرهبان جلوس، فلما انتهينا قالوا لنا اسجدوا للملك فقال جعفر: ما نسجد إلا لله عز وجل، قال لهم النجاشي: وما ذاك، قال جعفر: إن اللّه عز وجل بعث فينا رسولًا وهو الرسول الذي بشر به عيسى عليه السلام، قال: {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} (١) فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر، قال: فأعجب النجاشي قوله، فلما رأى عمرو بن العاص: قال: أصلح اللّه حالك إنهم يخالفونك في عيسى بن مريم، فقال النجاشي: ما يقول صاحبكم في عيسى بن مريم، قال جعفر يقول قول اللّه عز وجل: هو روح اللّه وكلمته أخرجه من البتول العذراء التي لم يقربها بشر، قال فتناول النجاشي عودا من الأرض فرفعه وقال: يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء فيما تقولون عن ابن مريم على ما نزل مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده وأنا أشهد أنه رسول اللّه وأنه الذي بشر به عيسى ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أقبل نعليه، امكثوا في أرضي ما بقيتم وأمر لنا بطعام وكسوة، وقال: ردوا عليهما هديتهما.

وفي رواية أم سلمة (٢): لما دخل جعفر على النجاشي جمع أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله فقال لهم النجاشي: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا دين أحد من هذه الأمم، فقال جعفر بن أبي طالب: أيها الملك كنا أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي


(١) سورة الصف، الآية: ٦.
(٢) أخرجها أحمد في مسنده (٣/ ٢٦٣) من حديث جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -.