للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عده ابن منده في جملة الصحابة والأولى خلافه لأن الصحيح أن الصحابي من رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - من المسلمين، وصلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره وأسلم على يديه عمرو بن العاصي وغيره ثم هاجر من الحبشة فصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فصار لغزا، يقال: صحابي أسلم على يدي تابعي، وله مناقب كثيرة، ولهم أيضا [نجاشي] آخر جاء ذكره فيمن كتب إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل كسرى وقيصر وغيرهما انتهى قاله في شرح الإلمام.

فائدة: في ذكر إسلام النجاشي أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فأخذ كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضعه على عينيه ونزل عن سريره فجلس على الأرض ثم أسلم حين حضره جعفر بن أبي طالب وأصحابه وحسن إسلامه فكان هو السبب في إسلامه (١)، قال الحافظ أبو نعيم (٢) عن أبي بردة عن أبيه قال: أمرنا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى النجاشي فبلغ ذلك قريشا [فبعثوا] عمرو بن العاصي أو عمارة بن الوليد فجمعوا للنجاشي هدية، فقدمنا وقدما على النجاشي فأتيا بالهدية فقبلها وسجدا له، ثم قال عمرو بن العاصي أن أناسا من أرضنا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك، فقال النجاشي: في أرضنا؟ قالوا: نعم، فبعث إلينا فقال لنا جعفر لا يتكلم منكم أحد أنا خطيبكم اليوم، فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلسه وعمرو بن العاصي عن يمينه وعمارة عن يساره


(١) الطبقات الكبرى ١/ ٢٥٨ - ٢٥٩ عن عمرو بن أمية الضمري.
(٢) في حلية الأولياء (١/ ١١٤).