قوله: وعن ثوبان - رضي الله عنه -، هو: مولى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، تقدم الكلام على مناقبه.
قوله: جاءت هند بنت هبيرة - رضي الله عنها - وفي يدها فتخ من ذهب أي خواتيم ضخام فجعل رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يضرب يدها فدخلت على فاطمة - رضي الله عنها - تشكو إليها الذي صنع بها رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -. وفاطمة هي بنت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية، تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس وعشرين سنة؛ وهي أول نسائه - صلى الله عليه وسلم -، وهي خديجة الكبرى أم المؤمنين، قال أبو الفرج بن الجوزي: كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قد سافر في تجارة لها فلما قدم من سفره رأته خديجة وهو قادم وعليه غمامة تظله فتزوجته وكانت قد تزوجت قبل ذلك زوجين، وكان يوم تزويجها برسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - بنت أربعين سنة ثم جاءت الرسالة بعد ذلك فأسلمت وهي أول امرأة أسلمت وآمنت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتزوج قبلها ولا في حياتها وجميع أولاده منها إلا إبراهيم فإنه من مارية، وقال أبو هريرة: أتى جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللّه هذه خديجة قد أتتك بإناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السَّلام من ربها عَزَّ وَجَلَّ وقل لها إن اللّه عَزَّ وَجَلَّ يبشرك ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، قال ابن هشام: القصب اللؤلؤ المجوف، وقالت عائشة: ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - مما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان رسول اللّه يكثر ذكرها فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: "إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد"
وقالت عائشة: كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج من البيت حتى يذكر خديجة