للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفى الحديث تأويلان قالهما الإمام أبو عبد اللّه القرطبى في كتابه: قمع الحرص بالزهد والقناعة ورد ذل السؤال بالكتاب والشفاعة أحدهما: حمل الحديث على وجهه وأنه يأتى هذا العبد الذي جعل مسألة الناس حرفته، وسؤال الخلق دون الحق دأبه، وعادته يوم القيامة وقد تساقط لحم وجهه فيبقى عظما أجرد قبيح المنظر والثانى: أن المراد أنه يأتى في القيامة ولا قدر له ولا وجه ولا وجاهة عند اللّه تعالى كما جاء في بعض طرق الحديث "أنه يلقى اللّه ولا وجه له عنده"، كما يقال: لفلان وجه عند الناس.

قال الإمام أبو عبد اللّه القرطبى: وقد يجمع له الوجهان: كشف الوجه، وعدم الجاه زيادة في عقوبته (١) انتهى.

وعلامة ذنبه حين طلب وسأل بوجهه كما جاءت به الأحاديث الأخر بالعقوبات في الأعضاء التي كانت بها المعاصي (٢)، قال ابن عقيل وجاء في الحديث "أن أهل المعاصى يحشرون على الهيئة التي كانوا يتعاطونها في الدنيا يحشر شارب الخمر والقدح بيده و الكوز معلق في عنقه والقدح بيده" (٣) وقال في الميسر: وقد عرفنا اللّه تعالى أن الصور في الآخرة تختلف باختلاف المعاني، قال اللّه تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} (٤) (٥) وهذا فيمن سأل


(١) قمع الحرص بالزهد والقناعة (ص ١٩).
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٣٠).
(٣) التذكرة (ص ٥٢٦) نقلًا عن أبي حامد الغزالى في الدرة الفاخرة (ص ٦٥).
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٠٦.
(٥) الميسر (٢/ ٤٣٣).