للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٢١ - وَعَن حَكِيم بن حزَام - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وابدأ بِمن تعول وَخير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى وَمن يستعف يعفه الله وَمن يسْتَغْن يغنه الله، رَوَاهُ البُخَارِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَمُسلم (١).

قوله: وعن حكيم بن حزام تقدم الكلام على حكيم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى" قال ابن الأثير في النهاية (٢): أي ما كان عفوا قد فضل عن غني وقيل ما فضل عن قوت العيال وكفايتهم والظهر يراد في مثل هذا اتساعًا إشباعا للكلام وتمكينًا كأن صدقته مستندة إلى ظهر قوي من المال ا. هـ، وفي رواية "خير الصدقة ما أبقت غني" (٣) فإذا أعطيتها غيرك أبقت بعدها لك ولهم غنى وكانت على استغناء منك ومنهم عنها (٤) وقيل معناه أفضل الصدقة ما بقي صاحبها بعدها مستغنيًا بما بقي معه، وتقديره أفضل الصدقة ما أبقت بعدها غني ويعتمده صاحبها ويستظهر به على مصالحه وحوائجه، وقيل خير الصدقة ما أغنيت به من أعطيته عن المسألة وإنما كانت هذه أفضل الصدقة بالنسبة إلى من تصدق بجميع ماله لآن من تصدق بالجميع يندم غالبًا أو قد يندم إذا إحتاج ويود أنه لم يتصدق بخلاف من بقي بعدها مستغنيًا فإنه لا يندم عليه


(١) البخاري (١٤٢٧)، ومسلم (١٠٣٤).
(٢) النهاية (٣/ ١٦٥).
(٣) النهاية (٣/ ٣٩٠).
(٤) الغريبين (٤/ ١٣٩٢)، والنهاية (٣/ ٣٩١).