للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يطْلب الْغنى من الله يُعْطه ومن يطلب العفاف وهو ترك المسألة يعطه الله العفاف وقال بعضهم معناه من طلب من نفسه العفة عن السؤال ولم يظهر الاستغناء يعفه الله أي يصيره عفيفًا ومن ترقى من هذه المرتبة إلى ما هو أي منها وهو إظهار الاستغناء عن الخلق يملأ الله قلبه غني لكن أن أعطى شيئًا لم يرده. قاله الكرماني (١). ومعنى قوله: ومن يستغن أي بالله يغنه أي يخلق في قلبه غنى أو يعطيه ما يستغني به عن الخلق (٢) وقد يجمع الله له الأمرين غنى قلبه ويده تفضلا منه سبحانه وتعالى وذكر ابن أبي الدنيا عن أبي الأشهب قال: سمعت بكر بن عبد الله يقول في دعائه: اللهم ارزقنا من فضلك رزقا تزيدنا لك به شكرًا وإليك فاقةً وفقرًا وبها عمن سواك غنى وتعففًا (٣) ا. هـ.

١٢٢٢ - وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ - رضي الله عنه -: أَن أُنَاسًا من الأَنْصَار سَأَلُوا رَسُول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فَأَعْطَاهُمْ ثمَّ سَألوهُ فَأَعْطَاهُمْ ثمَّ سَألوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى إِذا نفد مَا عِنْده قَالَ مَا يكون عِنْدِي من خير فَلَنْ أدخره عَنْكُم وَمن استعف يعفه الله وَمن يسْتَغْن يغنه الله وَمن يتصبر يصبره الله وَمَا أعْطى الله أحدا عَطاء هُوَ خير لَهُ وأوسع من الصَّبْر، رَوَاهُ مَالك وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ (٤).


(١) الكواكب الدراري (٧/ ١٩٧).
(٢) المفهم (٩/ ٦٦)، وقمع الحرص (ص ٤٤).
(٣) قمع الحرص (ص ٤٥). والأثر أخرجه ابن سعد في الطبقات (٧/ ٢١١)، وعنه ابن أبي الدنيا في القناعة (٨٠)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٢٢٥).
(٤) البخاري (١٤٦٩)، ومسلم (١٠٥٣)، والنسائي (٥/ ٩٥).