للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والعرض: بفتح العين والراء المهملتين وبالضاد المعجمة قد فسره الحافظ فقال: هو كل ما يقتني من المال وغيره. هـ. وقال: غيره هو حطام الدنيا ومتاعها من أي نوع كان سمي بذلك لزواله وقال: بعضهم في كتاب العين العرض ما قيل من الدنيا وجمعه عروض ومنه قوله تعالى: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} (١) وفي الحديث الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر وأما العرض بإسكان الراء فهو ما عدا النقد والنقد الدراهم والدنانير قاله: أبو زيد والأصمعي وغيرهما وقال: أبو عبيد العرض المتاع الذي لا يدخله كيل ولا وزن ولا يكون حيوانا ولا عقارًا (٢) ا. هـ

قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إنما الغنى غنى النفس" ومعنى هذا الحديث أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس (٣) ا. هـ.

وبيانه: أنه إذا استغثت نفسه كفت عن المطامع، فعزت وعظمت، فحصل لها من الحظوة والنزاهة والتشريف والمدح أكثر ممن كان غنيا بماله، فقيرا بحرصه وشرهه، فإن ذلك يورطه في رذائل الأمور، وخسائس الأفعال، لبخله ودناءة همته، فيكثر ذاموه من الناس، ويصغر قدره فيهم، فيكون أحقر من كل حقير، وأذل من كل صغير (٤) قال العلماء: علامة غنى النفس أن لا


(١) سورة الأنفال، الآية: ٦٧.
(٢) طرح التثريب (٤/ ٨٠).
(٣) المفهم (٩/ ٦٣).
(٤) المفهم (٩/ ٦٣).